الموقف من العلماء الإسرائيليين: من التجاهل إلى المقاطعة وما بعدها !!!
بالرغم من حالة النشوة والفخر لدى مجتمع علماء الكيمياء العربية بنجاح قسم الكيمياء بالجامعة الأردنية بكسب ثقة المجتمع العلمي الدولي بالموافقة على استضافته للمؤتمر الأوروبي الأسيوي الحادي عشر للعلوم الكيميائية إلا أن الأجواء العلمية العربية أصابها نوع من الكدر والضيق جراء الحملة الشعواء التي تولت كبرها وزارة الخارجية الإسرائيلية مع عدد من العلماء الإسرائيليين وبتعاضد ومعاونة من بعض العلماء اليهود الأمريكان وذلك بهدف إفشال ذلك المؤتمر الكيميائي الدولي المهم الذي يستضيفه الأردن الشقيق في هذه الأيام. ولم يقف دور العلماء الإسرائيليين عند حدود محاولة التواصل مع معظم العلماء الأجانب الذين سوف يشاركون في المؤتمر لحثهم على مقاطعته بل وصل الأمر للجهات الرسمية حيث قامة الأكاديمية الوطنية الإسرائيلية للعلوم بتوجيه رسالة احتجاج رسمية إلى الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية الايوباك تذكر فيها أنه تم حرمان إسرائيل من المشاركة في هذا المؤتمر والذي تعتبر الايوباك إحدى الجهات الراعية له وهذا بزعم الإسرائيليين تصرف عنصري ضد العلماء اليهود وخرق للأنظمة وقوانين منظمة الايوباك نفسها.
وبالنظر للأمور من منظار الواقع المجرد من المثاليات المجنحة والتي تزعم بكل سذاجة أنه (لا سياسة في العلم) فإننا في اتحاد الكيميائيين العرب ندعم موقف جميع الإخوة والأخوات من علماء الكيمياء في البلد العربي الشقيق في موقفهم التكتيكي السليم والمتعلق بتجاهل علماء الكيمياء الإسرائيليين بالرغم من وجود الاتفاقيات السياسية المعلومة بين حكومتي البلدين. فما قد يقبل التجاوز عنه في شؤون السياسة (بالرغم من الجزم الأكيد من خطأ هذه المواقف السياسية) فإنه كما هو مقرر لا يسوغ للشعوب وخصوصا أهل الفكر والريادة فيها أن تنخرط وتشارك في التماهي مع تلك السياسات. إننا ليس فقط نتفهم مثل هذا المسلك لتجاهل العلماء الإسرائيليين لكننا نشجع ونحث على المقاطعة المقصودة والصريحة لكل ما هو إسرائيلي. فكما هو معلوم انطلقت منذ عام 2002 حملة عالمية للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل وهي حملة انطلقت من بريطانيا وعمت عدد لا باس به من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة في أوروبا والولايات المتحدة. ولقد اتخذ قرار رسمي من قبل الاتحاد البريطاني للمحاضرين في الجامعات البريطانية بهذه المقاطعة الأكاديمية لدرجة أن رئيس هذا الاتحاد قد طالب ليس فقط بتعليق التعاون والبحث العلمي بين البريطانيين وإسرائيل ورفض النشر في الدوريات العلمية الإسرائيلية وحضور المؤتمرات العلمية الإسرائيلية بل وصل الأمر أنه طالب باستدعاء الطلاب والموظفين البريطانيين الذين يعملون في مجال التعليم في إسرائيل بالرجوع إلى بريطانيا.
No comments:
Post a Comment