تتوجه الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إليكم لمطالبتكم بالعدول عن قراركم المؤسف بالمشاركة في مهرجان جاز البحر الأحمر- ايلات في 22/1/2011 من خلال عرض مشترك مع فنانين إسرائيليين.
إن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ومن خلال ندائها التاريخي والذي تم توَقّيعه من أكثر من 170 اتحاداً ومنظمة فلسطينية في فلسطين التاريخية والشتات (على رأسها الهيئة التنسيقية للقوى الوطنية والإسلامية التي تشمل أهمّ القوى السياسية على الساحة الفلسطينية)، تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وفرضِ العقوبات عليها حتى تنصاع انصياعاً كاملاً للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وتحديداً حتى إنهاء احتلالها واستعمارها لكل الأراضي العربية، وتفكيك الجدار والاعتراف بالحقّ الأساسي في المساواة الكاملة لمواطنيها الفلسطينيين، بحقوقهم الفردية والجماعية والاعتراف بحقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم بموجب قرار اﻷمم المتحدة رقم 194.
إن مشاركتكم في مهرجان جاز البحر الأحمر تأتي في ظل اشتداد الهجمة الشرسة على الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمعن المحتل في تشويه صورة الفلسطيني كمواطن كوني له مساهمته في صياغة رسم المشهد الثقافي العالمي، ويعمل على إغلاق العديد من المراكز الثقافية والمؤسسات الوطنية، وفي مسخ الثقافة والحضارة الفلسطينية، ويبدع بفن التعذيب من خلال القتل والارهاب وبناء جدار فصل عنصري وحواجز عسكرية وبناء المستوطنات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، وممارسة سياسة منهجية من أجل تفريغ الأرض من شعبها واستبدال ثقافة بثقافة.
رغم وضوح اهتمامكم بالقضية الفلسطينية من خلال تلحينكم للفيلم الوثائقي لحياة الرئيس الراحل ياسر عرفات "الأيام الأخيرة لياسر عرفات" و"حنين"، و"أذكر 1948"، إلا إننا نرى أن مشاركتكم في هذا المهرجان تعتبر تطبيعاً فاضحاً لا لبس فيه حسب تعريف التطبيع الذي طورته الحملة وأقرته غالبية المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعاملين/ات في الحقل الثقافي [1] من خلال قدومكم إلى ايلات ومشاركتكم مع العازف الإسرائيليMochiach "موشياش" في مهرجان إسرائيلي، وبرعاية رسمية من دولة الاحتلال والتمييز العنصري، المتمثلة ببلدية ايلات ووزارة السياحة الإسرائيلية. إن هذا أمر مخالف لمعايير مقاطعة إسرائيل الأكاديمية والثقافية،[2] ويشكِّل تحدياً سافراً لهذه المعايير.
لقد توجهت الغالبية الساحقة من الفنانين والمخرجين والشخصيات الثقافية الفلسطينية إلى زملائهم في العالم مطالبين إياهم بمقاطعة المؤسسات الثقافية والفنية الإسرائيلية لتواطؤها في تكريس سياسة الاحتلال والاستيطان والأبارتهايد وأشكال الاضطهاد الأخرى لشعبنا. ونزولاً عند هذا المطلب، كثفّت مجموعات من الفنانين والمغنين والمخرجين والطلاب والأكاديميين من كافة أنحاء في العالم جهودها للتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني القابع تحت نير الاحتلال، مستنكرة جرائم الحرب الإسرائيلية وفرضها نظام الفصل العنصري-الابارتهايد، ومطالبةً باتخاذ آليات سياسية فاعلة ضد إسرائيل كالمقاطعة وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
نتوجه إليكم كفنان أن تعبر عن الحد الأدنى من التضامن واتخاذ نفس الموقف المشرف الذي اتخذه فنانون عالميون آخرون مثل بونو- Bono، سنوب دوج - Snoop Dogg، الفيس كوستيلو Elvis Costello، بيورك-Bjork، وجان لوك جودارد- Jean-Luc Godard، وفرقة الرقص البريطانية Faithless وغيرهم الذين اتخذوا الخطوات اللازمة لضمان عدم تصويرهم كداعمين لممارسات إسرائيل حتى تفي الأخيرة بالتزاماتها أمام القانون الدولي وتعترف بشكل لا لبس فيه بالحقوق الفلسطينية.
إن مشاركتك بهذا المهرجان تحمل رسالةً للفلسطينيين فحواها أن معاناتهم الناتجة عن الاستعمار والعنصرية، غير مهمّة، وبهذا، تكون قد وجهّت صفعةً لكل فنان فلسطيني، مغنٍ أو موسيقي، وصفعة للفلسطينيين جميعاً ممن يناضلون من أجل التصدي لمحاولات إسرائيل المتعنتة والمتعمدة لإسكاتهم وكتم أصواتهم.
فلا تساهم بكتم أصواتنا
ولا تكن أداة لتجميل صورة المحتل
ولا تعزف على رفات الشهداء الأبطال
ولا تشارك في مهرجان جاز البحر الأحمر.