Nov 6, 2010

#BDS: BDS وراء العدوّ في كلّ مكان: ندوة في كندا للحملة العالميّة لمقاطعة إسرائيل

مونتريال – غسان بن خليفة
خاص بالموقع- احتضنت مدينة مونتريال الكنديّة أواخر الأسبوع الماضي ندوة هامّة في إطار الحملة العالميّة لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها «مسع» – والمعروفة أكثر بـ BDS.
وعلى غير ما توقّعه البعض، كانت قاعة «ماري جاران لاجوا» (تخليداً لاسم مناضلة نسويّة شهيرة) بجامعة الكيباك بمونتريال، تعبق بالتحدّي مساء الجمعة الماضي. كان ذلك في جلسة الافتتاح، التي حملت عنوان «من «شارپفيل الى غزّة: خمس سنوات على إطلاق نداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل عالمياً». وفي كلمة حماسيّة، قطعها مراراً تصفيقُ جمهور قاربَ عدده السبعمئة شخص، صدَحَ صوت ستيفان فولكنر، ممثّل كونفدراليّة نقابات جنوب أفريقيا قائلاً: «يجب الحذر من الاعتقاد بأنّ النصر ينتظرنا في زاوية الشارع ». ذكّر فولكنر «رفاقه الفلسطينيين» بأنّ شعب جنوب أفريقيا انتظر ثلاثين عاماً بعد مذبحة «شارپفيل» قبل أن يشهد أول انتخابات ديموقراطيّة تساوي بين البيض والسود. لكنه لم يلبث أن ذكّرهم أيضاً بأنّ ما حقّقته حملتهم العالمية لمقاطعة إسرائيل في ظرف خمس سنوات، تطلّبَ أكثر من عقدَيْن من نظيرتها في جنوب أفريقيا، قبل أن تبدأ في نخر عظام العنصريّة هناك. ذلك ما أكّده عمر البرغوثي، أحد أبرز مؤسّسي الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، في كلمته. إذ عدّدَ إنجازات الحملة العالمية للمقاطعة، التي جعلت الإسرائيليين يصنّفونها أخيراً كـ«خطر استراتيجي». فيما رأَت أريج الجعفري (من مخيّم الدهيشة ببيت لحم)، الناشطة الشابّة من أجل حقّ العودة وفي حملة المقاطعة، أنّه حان الوقت ليتسلّم الشباب الفلسطيني مسؤوليّة النضال الوطني.
هذه الروح انعكَست على بقيّة أعمال الندوة. وكان لافتًا أنّ المشاركين، الذين قدِموا من مختلف المقاطعات الكنديّة وحتّى من الولايات المتحّدة الأميركية، لم يضيّعوا وقتهم في نقاشات سياسيّة أو إيديولوجيّة عقيمة. إذ انقسم البرنامج الى صنفين من الورشات: الأوّل تكويني، ضمّ مواضيع متنوّعة من التعريف بمفهوم «الأبرتهايد» الى تأثيره على البيئة في فلسطين المحتلّة، الى المشاركة اليهوديّة في حملة المقاطعة وغيره؛ فيما خُصّصَ الثاني لوضع توصيات عمليّة لمزيد من تفعيل الحملة في القطاعات الجامعيّة، النقابيّة، الأهليّة، الثقافيّة والسياسيّة، وصولاً الى أوساط «الكوير» (الناشطين ضدّ «الجندريّة» ومن أجل حقوق المثليين والمثليّات جنسياً).
ما ميّز الندوة أيضاً انفتاح منظّميها على قضايا محلّية أخرى. فعلى سبيل المثال، تضمّنت محفظة الوثائق التي سُلّمَت إلى المشاركين عريضة مساندة لمطالب نقابة عمّال البريد في كندا. كما شهدَت الجلسة الختاميّة مشاركة مؤثّرة لجودي داسيلفا، الناشطة من أجل حقوق السكّان الأصليين، الذين يقولون إنّهم يعانون بدورهم «أبرتهايداً كندياً» سلبَ أراضيهم وهمّشَ ثقافتهم.
أجواء لا توحي بأنّ الحاضرين يبالون كثيراً بما يصنعه محترفو «عمليّة السلام» في رام الله. فبالنسبة إلى عمر البرغوثي، هناك سببان يجعلانه لا يخشى على حملة «مسع» من التداعيات السلبيّة المُحتمَلة للمفاوضات المُستأنَفة حديثاً. الأوّل هو التعنّت والإجرام الإسرائيليّان، والثاني أنّ الحملة لا تعوّل كثيراً على الحكومات والفئات الحاكمة في الغرب، وإنّما تستهدف بالأساس الجماهير العريضة والحركات الاجتماعيّة. من قال إنّ فِكر اليسار قد اختفى من الساحة الفلسطينيّة؟


No comments:

Post a Comment