في الوقت الذي استطاعت حملة المقاطعة الأكاديمية تحقيق انتصار نوعي من
خلال العمل على إقناع جامعة جوهانسبرج الجنوب أفريقية بقطع علاقاتها مع
جامعة بن غوريون الإسرائيلية و عدم تجديد عقد التعاون في مشروع لتحلية
المياه, فوجئنا بتوقيع الجامعة الهاشمية الأردنية مشروع مشترك مع نفس
الجامعة الإسرائيلية في تحد صارخ لنداء المقاطعة الفلسطيني وعلى وجه
الخصوص الأكاديمية والثقافية منها.
إن الادعاء بأن المشروع يهدف إلى تبادل الخبرات العلمية في تحلية المياه
المالحة باطل و يعمل على تجميل وجه إسرائيل و الجرائم التي ترتكبها بحق
الشعب الفلسطيني من خلال سياسات معروف أنها مخالفة للشرعية الدولية. إن
إسرائيل لا زالت تحتل الضفة الغربية و قطاع غزة, و لا تطبق قرار الأمم
المتحدة 194 و القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم و تعويضهم,
و تمارس سياسة التفرقة العنصرية ضد سكان فلسطين 48. و يتم الحديث عن
تعاون من هذا النوع في الوقت الذي تتم سرقة المياه الجوفية للضفة المحتلة
واستمرارالمعاناة الهائلة بسبب شح المياه في قطاع غزة المحاصر منذ عام
2006.
و من الواضح أن إسرائيل تحاول تبييض و جهها من خلال حملة إعادة تسويق
تشرف عليها وزارة الخارجية و تهدف لإبراز إسرائيل بمظهر الدولة الحضارية
و التكنولوجية التي تتعاون حتى مع العرب. وبالضبط كما حصل ضد نظام
التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا, فإن مؤسسات المجتمع المدني في أنحاء
العالم تعمل الآن على عزل إسرائيل من خلال حملة مقاطعة و عدم استثمار و
فرض عقوبات عليها(BDS). و من المعروف أن هذه الحملة تكتسب زخما هائلا و
بالذات بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد سكان قطاع غزة
المدنيين عام 2009 و التي قتلت خلالها أكثر من 1430 فلسطيني و جرحت و
شوهت أكثر من 5000, كثير منهم من الأطفال, تبعا لتقارير منظمات حقوق
الإنسان الدولية والمحلية.
أن هذا المشروع التطبيعي يتناقض مع مطالب الشعب الفلسطيني و قواه الحية و
التي عبر عنها في نداء المقاطعة عام 2005, والذي يتمحور حوله شبه إجماع
من مؤسسات المجتمع المدني و القوى الوطنية. كما أنه يخالف ما تطالب به كل
الجامعات الفلسطينية من مقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بسبب
تواطئها, و أحيانا مشاركتها, في جرائم الاحتلال من استيطان و تطهير عرقي
و تفرقة عنصرية.
و نذكر في هذا السياق بقرار إدارة الجامعة الهاشمية فتح تحقيق في حادثة
توزيع أرواب حفل تخرج مصنوعة في إسرائيل في العام المنصرم.
إن الجامعة الهاشمية مدعوة لإعادة النظر في هذا القرار التطبيعي و
الالتزام بالقرار العربي القاضي بمقاطعة إسرائيل حتى إحقاق الحقوق غير
المنقوصة و المشروعة للشعب الفلسطيني.
حملة طلاب فلسطين للمقاطعة الأكاديمية لاسرائيل
غزة المحاصرة-فلسطين
No comments:
Post a Comment