د. عبد الرحيم الشيخ قد لا يكون من المستغرب أنه في الوقت الذي يبدو فيه الواقع السياسي الفلسطيني أشبه ما يكون بلعبة "بيت بيوت" قومية يمارسها الكبار على شهوة من الجدِّية ووفرة من قلَّة الحيلة، تتبدى في الأفق مبادرات ثقافية وأكاديمية جادة لتغيير قواعد اللعبة وإعادتها من استيهامات السياسة إلى واقع المواجهة الفعلية مع الاحتلال الصهيوني وأداته الدولانية المتمثلة في إسرائيل كدولة عنصرية بامتياز. ولعل أكثر ما يُعَوَّل عليه فلسطينياً اليوم، بين شعارية خطاب الرسمية الفلسطينية وواقعية الخطاب غير الرسمي، هو المقاومة الشعبية وتكريس سياسات الصمود، لا تلطُّفاً في التعبير عن "تحسين واقع العيش في ظل الاحتلال الإسرائيلي،" بل كنهج نضالي عالمي بالمعنى المزدوج للكلمة: نهج يحظى بدعم عالمي منقطع النظير ويؤتي ثماره يومياً في اللحظة الفلسطينية الراهنة، ونهج مجرَّب عالمياً في مستوطنات سابقة كانت، أو لا تزال، ضحية للشَّره الاستعماري الممركز أوروبياً، مثل جنوب أفريقيا. موضع الشاهد هنا، هو الحراك اللافت الذي تقوده ثلاثة تجمعات فلسطينية فاعلة في سياق المقاومة الوطنية، هي: اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها؛ والحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل؛ واتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، بكل ما تمثِّله هذه التجمعات من فواعل ثقافية وأكاديمية وفكرية على الساحة الفلسطينية والعربية والعالمية. قد تتطلب فلسفة كل واحد من هذه التجمعات ومسيرتها الوطنية في مقاومة الاحتلال مقالة مستقلة، ولكن فعلها الجمعي الذي ترغب هذه المداخلة في إلقاء الضوء عليه هنا، وفتح باب السجال حوله وما يفتح عليه من نقاش لدور الجامعة الفلسطينية من على صفحات "أيام الثقافة،" هو الحراك الواسع الذي تقوم به لاستثمار قرار مجلس جامعة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا بتاريخ 29 أيلول 2010 والقاضي "بعدم الاستمرار في علاقة طويلة الأمد مع جامعة بن غوريون (في بئر السبع) في شكلها الحالي" وبوضع عدة "شروط لاستمرار تلك العلاقة،" و"إعطاء جامعة بن غوريون مهلة ستة أشهر لإنهاء تواطئها مع جيش الاحتلال (الإسرائيلي) ووضع حد لسياسات التمييز العنصري ضد الفلسطينيين (الذي) يشكل خروجاً ملموساً عن موقف العلاقة المعتادة الذي حكم الاتفاقات بين هاتين المؤسستين حتى وقت قريب." قد لا يكون هذا القرار من جانب مجلس جامعة جوهانسبرغ على قدر من الأهمية والأثر المباشر الذي يُلمس يومياً ويؤثر بشكل كبير على دولة الاحتلال، والذي تنجزه المجاميع الفلسطينية المذكورة وامتدادها العالمي المعروف بالحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها لأجل فلسطين (Global BDS Movement : Boycott, Disinvestment, and Sanctions for Palestine )، ولكن أهميته تنبع من مجموعة التقاطعات والقضايا التي يثيرها على المستويات الإسرائيلية والفلسطينية والدولية. |
Pages
- Home
- Boycott: Facts and Figures
- Boycott: Companies and Types of Support
- Israeli Companies and Products
- Boycott : Celebs Supporting Israel
- Boycott: Beverages and Tobacco
- Boycott: Food and Pet Food
- Boycott: Clothing and Shoecare
- Boycott: Healthcare, Hygiene and Cosmetics
- Boycott: Electronics and Toys
- Boycott: Adhesives, Detergents and Other
Oct 13, 2010
#BDS: الجامعة الفلسطينية وسباق المسافات الطويلة في مقاومة الاستعمار
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment