في ظل تكاثر الحديث الإسرائيلي عن تحدّي نزع الشرعية الذي تواجهه الدولة العبرية على المستوى الدولي، باتت إجراءات المقاطعة التي تتخذها جهاتٌ أهلية غربية تثير حساسية من نوع خاص في تل أبيب خشية أن تكون مندرجة ضمن سياق أوسع يشير إلى سياسة رسمية غير معلنة يتّبعها الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص. في هذا الإطار يأتي قرار مركز الحكم المحلي الهولندي إلغاء زيارة وفد رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلي بسبب مشاركة رؤساء سلطات محلية من المستوطنات فيه ليرفع منسوب القلق الإسرائيلي حيال احتمال أن تكون الخطوة الهولندية مقدمة لخطوات مماثلة من جانب مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ورأى الخبير الإسرائيلي في شؤون الاتحاد الأوروبي، الدكتور في جامعة بن غوريون، شارون بردو، أن إلغاء زيارة الوفد تدل على مسار أوسع. وقال بردو في تصريح إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «يجب أن ننظر إلى إطار العلاقات بين أوروبا وإسرائيل. ففي العام الأخير اتخذ قرار في محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ بشأن قضية اقتصادية للوهلة الأولى، إلا أنها ذات دلالة سياسية وقضائية بعيدة المدى». وقصد بردو بكلامه الحكم المتعلق بتصدير المنتجات الإسرائيلية المصنّعة داخل المستوطنات في الضفة الغربية والتي لا تتناسب مع معايير اتفاقية التجارة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي التي تنصّ على إعفاء المنتجات الأوروبية من الجمارك. وبحسب حكم المحكمة الأوروبية، فإن المنتجات المصنّعة في المستوطنات لا يمكن أن تدخل الاتحاد من دون جمارك، لأنّ منشأها ليس ضمن الحدود الإسرائيلية، وتالياً فإن الاتفاقية لا تسري عليها.
No comments:
Post a Comment