كيف يمكن لأحد أن ينكر أهمية مقاطعة الكيان الصهيوني؟ قد يجيب قائل بحجة جاهزة دائماً "ثقافة المقاطعة غائبة عن مجتمعاتنا العربية، وأنا كفرد، لن يكون لي أي تأثير يذكر على الاحتلال".
لكن الواقع يؤكد عكس ذلك، فمقاطعة الاحتلال تقض مضاجع الصهاينة ليل نهار، الأمر الذي أجبرهم على مقارعة مقاطعي كيانهم في المحافل الدولية ووصفهم بالمعادين للسامية، وهي الذريعة التي دائما ما يلجأ إليها الكيان لاستدرار العطف الغربي، هذا فضلاً عن تجنيد جيش إلكتروني (مدفوع الأجر) من المدافعين عنه بهدف تلميع صورته أمام الرأي العام العالمي، وإرسال بعثات طلابية إلى الخارج لمجابهة حركات المقاطعة المنتشرة في حرم الجامعات الأميركية والأوروبية.
تتعدد حركات مقاطعة إسرائيل وتتنوع أساليبها من الاقتصادي إلى الأكاديمي والثقافي فالفني وغيرها، ورغم غياب الإجماع في حركة المقاطعة حول الهدف النهائي منها، بين مَن ينادي بتحرير كامل التراب الفلسطيني وصون حق العودة لجميع اللاجئين الفلسطينيين، وبين مَن يدعو إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967، إلا أنها تتسم بخطورتها على دولة الاحتلال خاصة مع نموها بشكل مضطرد في الأوساط الشبابية العربية والأجنبية في الغرب.
.......
فليس بالدعاء وحده تتحرر فلسطين، إذ إن يملكه المحتل الصهيوني أكثر بمثير من كتاب مقدس يتلو فيه صلواته التلمودية، فهو يواجهنا بكل ما أوتي من سلاح وإعلام ودعاية وحتى مقاطعة، لذلك علينا أن نتحول جميعنا إلى مقاومين على مختلف الجبهات، بدءً من المقاطعة وانتهاءً بالكفاح المسلح الذي هو السبيل الأمثل للتحرير، فالمقاطعة ما هي إلا وسيلة للضغط على المحتل، والتزاما أخلاقيا منا تجاه القضية الفلسطينية.
إقرأ\ي المزيد