لؤي عودة
من المفرح أن نرى تألقاً فلسطينياً بكلّ المجالات وخصوصاً السّينما الّتي تعتبر من أهمّ مكوّنات الثّقافة . فهي تعكس الواقع الاجتماعي الثقافي والسياسي للمكان الذي تتحدث عنه، إنّ فيلم "عمر" وقبله فيلم "الجنة الآن" استطاع الوصول إلى البساط الأحمر في كلّ المحافل الدوليّة "الفنيّة" لأنه يعكس واقعًا ويحمل وجهة نظر مخرجه ومن ساهم بإنتاجه، فنحن على يقين بأن البساط الأحمر في الأوسكار لن يقبل بوجود فكرة تتنافى معه من الناحية السياسيّة وخصوصاً بما يخصّ" إسرائيل" حتى لو كان رائعاً من النّاحية الفنيّة وبمشاركة أكثر الممثّلين شهرة.
أعتقد بأنّ انبهارنا بفيلم عمر وبما وصل إليه كان سطحياً نوعاً ما، لم يستطع المشاهد أن يقرأ الرسالة الأساسية التي يحملها هذا الفيلم ومن قبله فيلم "الجنة الآن" لنفس المخرج.
إنّ المخرج هاني أبو أسعد صوّر المقاومة الفلسطينية بأنها حالات اجتماعيّة فرديّة سببها حاجز أو جدار أو انتقام شخصيّ لتنكيل من قبل جنود على الحاجز أو الطريق وبالنهاية كان العمل المقاوم هو فعل للوصول إلى الحلم الشخصيّ أو هروبا من عدم القدرة على تحقيقه.
إنّ السّينما تصوّر الواقع من خلال قصص شخصيّة وليس ضرورياً الإشارة إلى كلّ القضايا السياسية وأدرك تمامًا بأن العمل الفنّي ليس شرطًا بأن يحمل وجهة نظر واحدة أحملها أو يحملها غيري ، ولكنّه من غير الصّحيح تصوير حالة المقاومة على أنها عمل ذو دوافع شخصيّة وبأنّ الجانب الشخصيّ هو الدافع وليس جزءًا منه. صحيح بأنّ هنالك الكثير من الحالات يكون دافعها سبباً شخصياً ولكن من خلال فيلم" عمر" لا توجد ولا حتى إشارة واحدة إلى القضيّة السياسيّة الجامعة والدافعة للعمل المقاوم بل على العكس تصوّر المقاومة بأنها دوافع شخصيّة سببها ممارسات الجيش الإسرائيلي والواقع المعقد من جدار وحاجز وضابط مخابرات تصرفاته غير حكيمة،وبزوال هذه الأسباب لا لن يكون هنالك دافع للقيام بأي عمل مقاوم .هذا الأمر يتناغم مع وجهة نظر "اليسار الإسرائيلي" الواهم وأحيانا تكون وجهة نظر المخابرات ، وجهة النظر هذه والفيلم يدعون إلى تسهيل حياة الفلسطينيين وتمكينهم من إيجاد حياة أفضل لتوفير الأمن لإسرائيل بزوال أسباب ودوافع المقاومة .والأدهى من ذلك هو حديث المخرج عن اقتباس القصة من الواقع بأنّها قصّة حقيقيّة !! ليس ضروريًا أن يكون المشاهد على دراية بالواقع كي يتعجّب من عدم واقعيتها وبسهولة يمكن لأي مشاهد استهجان مغامرة إخراج شاب من السجن ليدلّه على مطلوب وهو موجود أصلاً مع عميل لهم ! كل هذا يؤكّد على أن وصول الفيلم للبساط الأحمر العالمي بسبب الفكرة الأساسية والتي تنسجم معهم الى حد كبير فلا يوجد بالفيلم أي قاتل غير الفلسطيني أما الإسرائيلي فله ممارسات تنتهك حقوق الإنسان ولكن لا تصل حد القتل.
إنّ الأهمّ من انسجامهم انسجام المؤسسة الرسمية الإسرائيلية مع الفكرة بل التعاون معها والسماح للمخرج بالتصوير بمناطق يمنع التصوير بها وهذا ما أثار فضولي لانتبه الى المتعاونين بإنتاج الفيلم ، فكلّنا يعلم بــأنّ المؤسّسة الصّهيونيّة لا يمكنها أن تتعاون مع أي شيء يضرّ بسمعة "اسرائيل" ولا أمنها والأصعب انّه بنهاية الفيلم هناك شكر خاص لكلّ من ساهم بالفيلم وقد كان الشّكر لسلطة السّجون الإسرائيلية. لا ادري تمامًا مدى مساهمتهم فمن الممكن التصوير أو الملابس والمكان ولكن الأهمّ هو تعاونهم والمصيبة هي وجود مخرج يعرّف نفسه على أنّه فلسطيني يشكر جلادنا ويتم احتضان فيلمه بمدننا وبالعالم بالوقت الذي يقاطع العالم أيّة مؤسسة تتعاون مع سلطة السجون الإسرائيلية حتى ولو بهدف الربح المالي فما بالكم بالتعاون لإنتاج عمل فني يعتبر فلسطينيًا.
أعتقد بأننا يجب أن نتروّى قليلاً قبل أن تأخذنا الحماسة لتبنّي عمل من خلاله يشكر جلادنا . ويجب أن نعلم جميعًا بأنه لا يمكن لسلطة السجون الصهيونيّة التعاون دون معرفة المحتوى والموافقة عليه فحتى بالتّقارير والأفلام التّابعة للقناة الإسرائيليّة الرسميّة يتواجد شخص من استخبارات السجون ويشاهد التّقرير قبل عرضه ويحق له حذف ما يريد.
لا لأيّ عمل لا يحترم تضحيات وعذابات شعبنا.
من المفرح أن نرى تألقاً فلسطينياً بكلّ المجالات وخصوصاً السّينما الّتي تعتبر من أهمّ مكوّنات الثّقافة . فهي تعكس الواقع الاجتماعي الثقافي والسياسي للمكان الذي تتحدث عنه، إنّ فيلم "عمر" وقبله فيلم "الجنة الآن" استطاع الوصول إلى البساط الأحمر في كلّ المحافل الدوليّة "الفنيّة" لأنه يعكس واقعًا ويحمل وجهة نظر مخرجه ومن ساهم بإنتاجه، فنحن على يقين بأن البساط الأحمر في الأوسكار لن يقبل بوجود فكرة تتنافى معه من الناحية السياسيّة وخصوصاً بما يخصّ" إسرائيل" حتى لو كان رائعاً من النّاحية الفنيّة وبمشاركة أكثر الممثّلين شهرة.
أعتقد بأنّ انبهارنا بفيلم عمر وبما وصل إليه كان سطحياً نوعاً ما، لم يستطع المشاهد أن يقرأ الرسالة الأساسية التي يحملها هذا الفيلم ومن قبله فيلم "الجنة الآن" لنفس المخرج.
إنّ المخرج هاني أبو أسعد صوّر المقاومة الفلسطينية بأنها حالات اجتماعيّة فرديّة سببها حاجز أو جدار أو انتقام شخصيّ لتنكيل من قبل جنود على الحاجز أو الطريق وبالنهاية كان العمل المقاوم هو فعل للوصول إلى الحلم الشخصيّ أو هروبا من عدم القدرة على تحقيقه.
إنّ السّينما تصوّر الواقع من خلال قصص شخصيّة وليس ضرورياً الإشارة إلى كلّ القضايا السياسية وأدرك تمامًا بأن العمل الفنّي ليس شرطًا بأن يحمل وجهة نظر واحدة أحملها أو يحملها غيري ، ولكنّه من غير الصّحيح تصوير حالة المقاومة على أنها عمل ذو دوافع شخصيّة وبأنّ الجانب الشخصيّ هو الدافع وليس جزءًا منه. صحيح بأنّ هنالك الكثير من الحالات يكون دافعها سبباً شخصياً ولكن من خلال فيلم" عمر" لا توجد ولا حتى إشارة واحدة إلى القضيّة السياسيّة الجامعة والدافعة للعمل المقاوم بل على العكس تصوّر المقاومة بأنها دوافع شخصيّة سببها ممارسات الجيش الإسرائيلي والواقع المعقد من جدار وحاجز وضابط مخابرات تصرفاته غير حكيمة،وبزوال هذه الأسباب لا لن يكون هنالك دافع للقيام بأي عمل مقاوم .هذا الأمر يتناغم مع وجهة نظر "اليسار الإسرائيلي" الواهم وأحيانا تكون وجهة نظر المخابرات ، وجهة النظر هذه والفيلم يدعون إلى تسهيل حياة الفلسطينيين وتمكينهم من إيجاد حياة أفضل لتوفير الأمن لإسرائيل بزوال أسباب ودوافع المقاومة .والأدهى من ذلك هو حديث المخرج عن اقتباس القصة من الواقع بأنّها قصّة حقيقيّة !! ليس ضروريًا أن يكون المشاهد على دراية بالواقع كي يتعجّب من عدم واقعيتها وبسهولة يمكن لأي مشاهد استهجان مغامرة إخراج شاب من السجن ليدلّه على مطلوب وهو موجود أصلاً مع عميل لهم ! كل هذا يؤكّد على أن وصول الفيلم للبساط الأحمر العالمي بسبب الفكرة الأساسية والتي تنسجم معهم الى حد كبير فلا يوجد بالفيلم أي قاتل غير الفلسطيني أما الإسرائيلي فله ممارسات تنتهك حقوق الإنسان ولكن لا تصل حد القتل.
إنّ الأهمّ من انسجامهم انسجام المؤسسة الرسمية الإسرائيلية مع الفكرة بل التعاون معها والسماح للمخرج بالتصوير بمناطق يمنع التصوير بها وهذا ما أثار فضولي لانتبه الى المتعاونين بإنتاج الفيلم ، فكلّنا يعلم بــأنّ المؤسّسة الصّهيونيّة لا يمكنها أن تتعاون مع أي شيء يضرّ بسمعة "اسرائيل" ولا أمنها والأصعب انّه بنهاية الفيلم هناك شكر خاص لكلّ من ساهم بالفيلم وقد كان الشّكر لسلطة السّجون الإسرائيلية. لا ادري تمامًا مدى مساهمتهم فمن الممكن التصوير أو الملابس والمكان ولكن الأهمّ هو تعاونهم والمصيبة هي وجود مخرج يعرّف نفسه على أنّه فلسطيني يشكر جلادنا ويتم احتضان فيلمه بمدننا وبالعالم بالوقت الذي يقاطع العالم أيّة مؤسسة تتعاون مع سلطة السجون الإسرائيلية حتى ولو بهدف الربح المالي فما بالكم بالتعاون لإنتاج عمل فني يعتبر فلسطينيًا.
أعتقد بأننا يجب أن نتروّى قليلاً قبل أن تأخذنا الحماسة لتبنّي عمل من خلاله يشكر جلادنا . ويجب أن نعلم جميعًا بأنه لا يمكن لسلطة السجون الصهيونيّة التعاون دون معرفة المحتوى والموافقة عليه فحتى بالتّقارير والأفلام التّابعة للقناة الإسرائيليّة الرسميّة يتواجد شخص من استخبارات السجون ويشاهد التّقرير قبل عرضه ويحق له حذف ما يريد.
لا لأيّ عمل لا يحترم تضحيات وعذابات شعبنا.