Aug 11, 2010

عمر بشير: هذا ليس تطبيعاً

نجل معلّم العود العراقي منير بشير، يدافع بشراسة عن مشاركته في مشروع «القدس مدينة السلامين» الذي يصفه بالخطوة الراقية... ذلك أنّ الفنّ «لا علاقة له بالسياسة والحروب»!

وسيم إبراهيم
لا ينكر عمر بشير (1970) أنّ بعض من يشاركهم العزف يحملون الجنسية الإسرائيلية. «ما ذنبهم إن كان قدرهم الولادة في حضن الاحتلال، طالما أنّ «الواحد منهم يقول أنا يهودي عراقي أو يمني، لا يهودي إسرائيلي؟»، يتساءل عازف العود العراقي. تبادره بالقول إنّ كثيرين من يهود إسرائيل من أصول عربية، وبعضهم مجرمو حرب. فيعود ليدافع عن رأيه مذكّراً أنّ الفلسطينيين المشاركين في «القدس مدينة السلامين» يسافرون بجوازات إسرائيلية.
نجل منير بشير، الرائد العراقي في تطوير تقنيات عزف العود، يقدّم في الاحتفالية بعض التقاسيم. هو لا يبدي أيّ أسف على مشاركته مع عازفين إسرائيليين في «القدس مدينة السلامين». يؤكّد أنّه بفعل إقامته الدائمة في بودابست، سيلتحق بالمجموعة نفسها خلال جولاتها القادمة. هل سيفعل ذلك رغم الاعتراضات؟ ترتفع نبرته ويردّ بطوباويّة مقلقة: «أرفض أن يملي عليّ أحد ما ينبغي فعله، ويقال لي: لا تعزف مع فنان أصله يهودي عراقي أو مصري. الفن لا علاقة له بالسياسة والحروب».
نعود لنذكّره أننا نفرّق بين اليهودي والإسرائيلي. لكنَّه يذهب «أعمق» من ذلك، فيقول إنّ علاقته الشخصية بالعازفين الإسرائيليين «أكبر من النقاش حول من هو الإسرائيلي ومن هو العربي». نسأله ألا يخشى اتهامه بالتطبيع الثقافي؟ فيرفض السؤال جملة وتفصيلاً: «لا أعتبر هذا تطبيعاً. أتيت لأقدّم فني وبلدي وآلتي الموسيقية. هذا أفضل من أن يفعل ذلك عازف إسرائيلي، ويدّعي أنّ العود من اختراعه». نحاول أن نتبعه في هذا المنطق الغريب، ولكن سدى.

No comments:

Post a Comment